يقول عن أهلها أيضا: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا}(الحج: من الآية22) قد تسجن في الدنيا في سجن ولا ترى أنك في كل ساعة تسعى إلى باب السجن لتحاول أن تخرج منه، قد تكون في زنزانة، أو في غرفة فتستقر فيها لكن هنا نار ملتهبة، نار شديدة، جسمك كله يلتهب ناراً وتشرب صديداً، وتشرب حميماً، فيقطع أمعاءك، يأتي الفرق داخل جهنم من زبانيتها يصبون فوق رأسك الحميم؛ لأنه هنا يقول: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ}(الحج: من الآية19) أنت لا تحاول في جهنم أن تغرف من مائها الساخن وتصبه عليك لكن هناك من يمسكك ويصب الحميم من فوق رأسك [يُصبُّ, فعل مبني للمجهول] أي أن هناك طرفاً آخر هو يصب الحميم من فوق رأسك.
هناك داخلها ملائكة غلاظ شداد، يمسكك ويصب من فوق رأسك الحميم، ويشرِّبك الصديد رغما عنك {يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ} (إبراهيم: من ال آية17) في السجون هنا في الدنيا يقدمون لك طعاما ويقدمون لك شرابا، أجواء الزنزانة، أجواء السجن كلها باردة، بل قد ترى نفسك بحاجة إلى لحاف، وأنت لا تحاول في كل لحظة أن تتجه نحو باب السجن لتخرج منه.
اقراء المزيد